غالباً ما تترك لدينا بعض المباريات، أثراً كبيراً في ذاكرتنا، وقد لا تمحوها السنوات، إنمّا تبقى راسخة إلى الأبد، وها نحن اليوم نستعرض وإياكم واحدة من أجمل المباريات قبل عشرين سنة أقيمت في العاصمة ​لندن​ بين الجارين اللدودين " ​توتنهام​ " و " آرسنال "، مباراة في ختامها منحت اللقب للمدفعجية من أرضية ملعب " ​وايت هارت لاين​ ".

يوم الأحد في تاريخ ٢٥ نيسان/آبريل من العام ٢٠٠٤، هو يوم حاسم في الصراع على لقب ​الدوري الإنكليزي الممتاز​، فبعد خسارة حامل اللقب مانشستر يونايتد على أرضية ميدانه " آولدترافورد " من ​ليفربول​ (١/٠).. سيحط البلوز " ​تشيلسي​ " الرحال في السانت ​جايمس بارك​ لمواجهة ​نيوكاسل يونايتد​، بينما يتجه آرسنال لأرض جاره الأقرب توتنهام هوتسبيرز ليواجهه على ملعب وايت هارت لاين، وفي حال حقق المدفعجية نتيجة تفوق نتيجة تشيلسي، فإنه سيتوّج باللقب للمرة الثالثة عشر في تاريخه.

وفي التفاصيل، ورغم تقدم تشيلسي في مباراته الأولى، إلاّ أنّ نيوكاسل يونايتد نجح في قلب الموازين والفوز (٢/١) مدعّماً موقفه في الحصول على المركز الرابع من ناحية، وممهداً الطريق أمام آرسنال لإحراز اللقب من ناحية أخرى. وبالتالي دخل الأخير مباراته أمام توتنهام في دربي شمال لندن، وهو يعلم أن حصد نقطة على الأقل من ملعب خصمه اللدود سيتوّج بطلاً للدوري الإنكليزي الممتاز.

ومنذ البداية كانت نوايا رجال المدرب " آرسين فينغر " واضحة، فتقدموا أولاً بهدف أسطوري في موسم قدّم فيه آرسنال كل شيء في فنون اللعبة، حيث إنتقلت الكرة من مناطق " الغانرز " الخلفية إلى شباك السبيرز في غضون ١٣ ثانية فقط، وبثلاث تمريرات فقط! وكان للغزال الأسمر الفرنسي تييري هنري دور كبير في الهدف، حيث قطع المهاجم الفرنسي أكثر من ٣٠ " ياردة "، بعد إستلامه لتمريرة البرازيلي جيلبرتو قبل أن يمرر بينية رائعة للأستاذ الهولندي دينيس بيركامب ليمررها الأخير بدوره للفرنسي القائد باتريك فييرا، ويأتي الهدف الأول.

وقبل نهاية أحداث الشوط الأول، أضاف آرسنال ثاني الأهداف وهذه المرة من فرنسي آخر، ولكنه العقدة الأزلية لملعب وايت هارت لاين، إنه روبير بيريس الذي إستغل تمريرة ذكية من القائد باتريك فييرا قبل أن يودعها الشباك بيسراه الأنيقة.

في الشوط الثاني، تمكن توتنهام من العودة بالنتيجة وإحراز التعادل، ولكن ذلك لم يمنع " آرسنال " من الإحتفال بكل فخر وإعتزاز، كونهم إستطاعوا حسم بطولة الدوري قبل نهايتها بثلاث جولات كاملة، وعلى حساب فرق قامت بتدعيم الصفوف عن طريق دفع عديد الملايين، وفي ملعب الجار اللدود، ليعيدوا بالتالي ما حدث قبل ٣٣ عاماً في نفس الملعب، ولتصبح الفرحة فرحتين، ومع صافرة الحكم النهائية إتجه لاعبو آرسنال نجو جماهيرهم الوفية للإحتفال سوياً، في لقطة ستعيش دوماً في ذاكرة كل مدفعجي مخلص.